الزلازل هي عبارة عن إحدى الظواهر الطبيعية التي تؤثر على الإنسان وممتلكاته، ونظراً لأنه من الصعوبة منع حدوث هذه الظاهرة الطبيعية، فإنه يتحتّم علينا التعايش معها، لذا فمن الضروري فهم أسباب حدوثها وكيفية التعامل معها ومدى إمكانية التقليل من مخاطرها، وتسعى جميع الدول سواءً التي تتميز بنشاط زلزالي كبير أم ضعيف لإنشاء شبكات مُكثفة للرصد الزلزالي، ولا تنتظر وقوع الكارثة، خاصة بعد زلزال جنوب شرق أسيا وما صاحبه من خسائر فادحة بسبب ظاهرة تسونامي التي صاحبت حدوثه. ويواجه العالم سنوياً العديد من المخاطر الطبيعية التي تتسبب في وقوع كوارث إنسانية متعددة تؤدي إلى خسائر هائلة في الممتلكات والأرواح البشرية، وتُشكل الزلازل أكثر هذه الكوارث خطورة بسبب ما ينتج عنها من دمار نظراً لعنصر المفاجأة الذي تحدثه عند وقوعها، ومن المعلوم أن أعنف أنواع الزلازل التي تصيب البشرية هي الزلازل الحركية (الانزلاقية) التي تتركز حول حواف الصفائح (الألواح) المُشكلة للقشرة الأرضية، إضافة إلى ذلك تتسبب تحركات الصهير البركاني في حدوث حركات اهتزازية ضعيفة إلى متوسطة قد تؤدي إلى بعض الخسائر المحدودة بجانب ما يمكن أن تسببه الطفوح والمقذوفات البركانية بمختلف أنواعها من دمار لكل ما تجده في طريقها أو يقع ضمن دائرة تأثيرها.
تُعتبر دراسة الزلازل والبراكين في المملكة العربية السعودية أحدى المهام الرئيسي للهيئة، حيث صدر قرار مجلس الوزراء رقم 228 وتاريخ 13/8/1425هـ بإسناد مهمة الرصد الزلزالي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية لتكون المركز الرئيس للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي. وتتولى الإشراف الكامل على الشبكة. ومتابعة المحطات الحكومية المعنية وتبليغها رسمياً بالأحداث الزلزالية وتوفير قاعدة معلومات لجميع الجامعات ومراكز البحث السعودية بصورة آنية ومستمرة.
أنشأت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي المزودة بأحدث الأجهزة لالتقاط أصغر الهزات الارضية التي تحدث في المناطق النشطة زلزالياً. كما تقوم الهيئة بالتقييم المستمر للأخطار البركانية في المملكة من خلال إجراء دراسات الحركة البركانية. وإعداد الدراسات الزلزالية، والتقارير، والخرائط اللازمة للمناطق المعرضة لحدوث زلازل والمساهمة في وضع خطة للطوارئ و تحديث دليل البناء (كود البناء) السعودي للتقليل من الخسائر الناجمة عن الزلازل مما يُساهم في حفظ الأرواح والممتلكات.